التوراة عليها: أي: على الوسادة والظاهر أنه ﷺ وضع التوراة على الوسادة تكريما لها، ويؤيده قوله ﷺ: ﴿آمنت بك وبمن أنزلك﴾ (١). قلت: أفلا يستحق القرآن الإكرام كالتوراة بل أشد، بلى والله، وتالله، وبالله.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
(ومن الفرائض إجماعا وجوب الأمر بالمعروف) وهو ما أمر الله ورسوله به (والنهي عن المنكر) وهو ما نهى الله ورسوله عنه، كما نقل ذلك طائفة من أهل العلم على أنه من شعائر الإسلام الظاهرة كالنووي والجصاص وابن حزم وغيرهم، بل وقرر شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم في «الفتاوى» بما أنه من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه تقاتل الطائفة الممتنعة عنها. وذلك (على كل من بسطت يده بالبناء للمفعول؛ أي: بسط الله يده؛ أي: حكمه في الأرض) كالسلطان (وعلى كل من تصل يده إلى ذلك)؛ أي: الأمر والنهي (فإن لم يقدر على) ذلك التغيير بيده (فبلسانه فإن لم يقدر) بلسانه (فبقلبه) وصفة تغيير القلب إذا رأى منكرا يقول في نفسه: لو كنت أقدر على تغييره لغيرته، وإذا رأى معروفا ضاع يقول في نفسه: لو كنت أقدر على الأمر به لأمرت. ويحب الفاعل للمعروف ويكره الفاعل للمنكر بقلبه، وهذا الحديث:«من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»(٢)، وينبغي للقائم بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتحلى بصفات ذكرها العلماء من أبرزها: الإخلاص، فعن أرطأة بن المنذر قال:«المؤمن لا ينتصر لنفسه، يمنعه من ذلك القرآن والسنة فهو ملجم».
ثانيها: العلم، فينبغي أن يكون الأمر والناهي عالما بما يأمر به وما ينهى عنه.
(١) عون المعبود شرح سنن أبي داود (١٢/ ٨٩). (٢) مسلم (١/ ٥٠) (٨٧)، وأبو داود (١١٤٠)، وابن ماجه (١٢٧٥ و ٤٠١٣).