(القران في التمر)؛ أي: الازدواج؛ أي: بأن يجمع بين التمرتين في المرة الواحدة، لحديث جبلة بن سحيم قال: كان ابن الزبير يرزقنا التمر - قال - وقد كان أصاب الناس يومئذ جهد، وكنا نأكل فيمر علينا ابن عمر ونحن نأكل فيقول: لا تقارنوا فإن رسول الله ﷺ نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل أخاه، قال شعبة: لا أرى هذه الكلمة إلا من كلمة ابن عمر - يعني: الاستنذان (١)، (وقيل: إن ذلك) النهي عن القرآن في التمر إنما هو (مع الأصحاب الشركاء فيه) وعليه فإن النهي نهي كراهة إن عللنا بسوء الأدب، وإن عللنا بالاستبداد وكان القوم شركاء كان النهي نهي تحريم.
(ولا بأس بذلك مع أهلك) لأنه يجوز لك أن تستبد بشيء دونهم (أو مع قوم تكون أنت أطعمتهم وهذا على التعليل بالاستبداد، وأما على التعليل بسوء الأدب فالعلة موجودة، والكراهة باقية. ولا بأس في التمر وشبهه) كالزبيب وأنواع الفاكهة (أن تجول بيدك في الإناء الذي يكون فيه المأكول؛ أي: ترسلها يمينا وشمالا لتأكل ما؛ أي: الذي تريد منه) وذلك لعدم تساويها في الطعم وقد وردت السنة بذلك، لحديث عكراش بن ذؤيب ﵁ قال: أتي النبي ﷺ بجفنة كثيرة الثريد والودك، فأقبلنا نأكل منها، فخبطت يدي في نواحيها، فقال:«يا عكراس كل من موضع واحد، فإنه طعام واحد» ثم أتينا بطبق فيه ألوان من الرطب، فجالت يد رسول الله ﷺ في الطبق، وقال:«يا عكراس كل من حيث شئت، فإنه غير لون واحد»(٢)، وكان الأنسب ذكر هذه المسألة عقب قوله فيما سبق:«وإذا أكلت مع غيرك أكلت مما يليك».
• حكم غسل اليدين قبل وبعد الطعام:
(وليس غسل اليد قبل أكل الطعام) من السنة لحديث ابن عباس ﵄.
(١) مسلم (٥٤٥٤). (٢) أخرجه ابن ماجه (٣٢٧٤)، والترمذي (١٨٤٨)، وابن خزيمة (٢٢٨٢)، وقال الألباني: ضعيف كما في الضعيفة (٥٠٩٩).