سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين﴾ [آل عمران: ٩٧]، وروي عن ابن عباس: ومن كفر؛ أي: باعتقاده أنه غير واجب.
وأما السنة: فقول النبي ﷺ: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان»(١).
وعن أبي هريرة ﵁ قال: خطبنا رسول الله ﷺ، فقال:«أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج، فحجوا»، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله ﷺ:«لو قلت: نعم لوجبت، ولما استطعتم»، ثم قال:«ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه»(٢).
وعن ابن عباس ﵁، قال:«أن الأقرع بن حابس، سأل النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، الحج في كل سنة أو مرة واحدة قال: «بل مرة واحدة، فمن زاد فهو تطوع»» (٣).
وفيه أخبار كثيرة سوى هذين، وأجمعت الأمة على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة (٤).
• من فضائل الحج والعمرة:
للحج والعمرة فضائل عظيمة، ومزايا عميمة من فضل الله على هذه الأمة فمن ذلك أن الحج يمحو ما قبله من الذنوب والآثام فعن ابن شماسة المهري، قال: أن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله ﷺ: «أما علمت أن
(١) أخرجه البخاري (١/ ٩ (٨))، ومسلم (٣٤/ ١) (٢٢). (٢) مسلم (٣٢٣٦) وفي (٦١٨٨)، والنسائي (٥/ ٣/ ١١٠). (٣) أخرجه أحمد (١/ ٢٥٥ - ٢٩١)، وأبو داود (١٧٢١)، والنسائي (٥/ ٣/ ١١١)، وابن ماجه (٢٨٨٦)، والحاكم وصححه. (٤) ابن المنذر في الإجماع (ص ٤٨)، ومراتب الإجماع لابن حزم (٤١).