فإنه على بر إلى الأجل مثل أن يقول: إن لم أفعل كذا قبل شهر فإنه على بر إلى الأجل، وإن ولي صيغة الحنث حرف شرط كقوله: والله إن لم أتزوج لا أقيم في هذه البلدة. وفي صيغة البر حرف نفي إذا لم يكن ثم جزاء نحو: والله إن كلمت فلانا معناه والله لا أكلم فلانا لأن كلم هنا وإن كان ماضيا معناه الاستقبال إذ الكفارة لا تتعلق إلا بالمستقبل، وإن كان ثم جزاء فهي مع الجزاء شرط كقولك: والله إن كلمت فلانا لأعطينك مائة.
• حكم يمين اللغو ويمين الغموس في الكفارة:
(ويمينان لا تكفران إحداهما لغو اليمين) وهو؛ أي: لغو اليمين على المشهور في تفسيره (أن يحلف على شيء يظنه) بمعنى يتيقنه هذا جواب عما يقال: إن قوله يظنه يقتضي أن اليمين على الظن لغو (١)، وليس كذلك بل من أقسام الغموس أفاده الحطاب (٢). والمراد بالتيقن الاعتقاد لا الجزم المطابق لدليل لقوله: ثم تبين له خلافه (كذلك في يقينه) المعنى يعتقده في عقله مماثلا لنا في نفس الأمر فالمشار له ما في نفس الأمر، ومثل الاعتقاد الظن القوي، لا إن كان غير قوي فغموس وأولى الشك (ثم يتبين له خلافه) قال مالك: أحسن ما سمعت في هذا. أن اللغو حلف الإنسان على الشيء، يستيقن أنه كذلك، ثم يوجد على غير ذلك. فهو اللغو، وليس فيه كفارة اه (٣).
وقال ابن الحاجب:«ولا كفارة في لغو اليمين، وهي اليمين على ما يعتقده، ثم تبين خلافه ماضيا أو مستقبلا»(٤)، قال في «التوضيح»: مثال الماضي: والله ما جاء زيد وهو يعتقد ذلك، ومثال المستقبل: والله ما يأتي غدا وهو يعتقده، انتهى (٥).
(١) انظر: شرح حدود ابن عرفة للرصاع (٢١٢). (٢) مواهب الجليل (٩/ ١٩٠). (٣) الاستذكار (٥/ ١٩٠) (٤) جامع الأمهات (٢٣١). (٥) التوضيح على جامع الأمهات (٣/ ٢٨٩).