والحديث صحيح (١)، وروى ابن ماجة عن ابن عمر ها قال:«استقبل رسول الله ﷺ الحجر، ثم وضع شفتيه عليه، يبكي طويلا، ثم التفت، فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي، فقال يا عمر: ها هنا تسكب العبرات»(٢).
[طواف القدوم]
(ثم) إذا فرغ من استلام الحجر الأسود فإنه (يطوف) بالبيت الشريف طواف القدوم وهو واجب على كل من أحرم من الحل سواء كان من أهل مكة أو غيرها أما إذا أحرم من الحرم فإنه لا قدوم عليه لكونه غير قادم.
وللطواف من حيث هو سواء كان ركنا أو واجبا أو مندوبا واجبات وسنن ومستحبات.
أما واجباته فستة:
الأول: شرائط الصلاة من طهارتي الحدث والخبث وستر العورة، فلو أحدث في أثنائه تطهر وابتدأ، ولا يبني على المشهور - وانتبه للمشهور؛ أي: ما كثر قائله فقد يفيدك خلافه أيام الحج والزحام وإن كنت مفتيا فارفق بالآخرين، والقول بالبناء رواية لابن حبيب عن مالك (٣) - ويباح فيه الكلام وذلك لحديث عائشة ﵂:«أن أول شيء بدأ به النبي ﷺ حين قدم، أنه توضأ ثم طاف بالبيت»(٤)
وعنها ﵂: أنها لما حاضت قال لها رسول الله ﷺ: افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري (٥)، وفي لفظ لمسلم «حتى تغتسلي»(٦)
(١) أخرجه أحمد (١/ ٢٤٧) (٢٢١٥)، والدارمي (١٨٣٩)، وابن ماجه (٢٩٤٤)، والترمذي (٩٦١)، وابن خزيمة (٢٧٣٥). (٢) ابن ماجه (٢٩٤٥). (٣) منسك خليل (٧٣). (٤) البخاري (١٦٤١)، ومسلم (١٢٣٥). (٥) البخاري (١٥٥٦)، ومسلم (٢٩١١). (٦) مسلم (٢٩١٠).