عباس ﵁:«معلم الخير ومتعلمه يستغفر لهم كل شيء حتى الحوت في البحر» رواه الدارمي، وابن أبي شيبة (١). (أو دعا إليه) لقوله تعالى: ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾ [فصلت: ٣٣]، وقوله ﷺ:«والدال على الخير كفاعله»(٢)، و «لئن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم» متفق عليه (٣).
o خير القلوب عند الله تعالى:
• قال المصنف ﵀:
(واعلم أن خير القلوب أوعاها للخير، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر إليه، وأولى ما عني به الناصحون، ورغب في أجره الراغبون، إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين ليرسخ فيها، وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة ليراضوا عليها، وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم، وتعمل به جوارحهم).
واعلم يؤتى بها لإرادة تنبيه السامع، ولفت انتباهه لما يلقى إليه من أمر مهم، والأمر المهم هو تنبيهه للاعتناء بالأولاد في سن الطفولة وقد كرره لأهميته، فهو أفضل عمل يعنى به؛ أي: يهتم به المخلصون في نصحهم، وتشتد رغبة الخيرين في التنافس إليه، فغرس الخير في قلوبهم أرسخ من غيرهم، وتأثيره فيهم أشد.
= (١/ ٤٠٩): رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والبزار، وفيه ابن لهيعة ورجل لم يسم. وقال الألباني: «حسن». انظر: حديث رقم (٨٧٧) في صحيح الجامع، وصحيح لغيره كما في صحيح الترغيب والترهيب (١١٤). (١) الدارمي في مسنده (١/ ٣٦٣)، ومصنف ابن أبي شيبة (٨/ ٧٢٨). (٢) رواه أحمد والترمذي من حديث أنس ﵁ (٢٦٧٠)، وأبو داود من حديث أبي مسعود الأنصاري ﵁ بلفظ يقارب (٥١٣١)، وصححه الألباني (صحيح). انظر: حديث رقم (١٦٠٥) في صحيح الجامع. (٣) البخاري (٤/ ٥٧) (٢٩٤٢)، ومسلم (٧/ ١٢١) (٦٣٠٢).