للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن حبيبة بنت أبي تجراة - بكسر المثناه وسكون الجيم بعدها راء ثم ألف ساكنة ثم هاء وهي إحدى نساء بني عبد الدار أنها سمعت رسول الله يقول: «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي»، قال الحافظ (١): أخرجه الشافعي وأحمد وفي إسناده عبد الله بن المؤمل وفيه ضعف. قال الحافظ: وله طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة مختصرة، وعند الطبراني عن ابن عباس كالأولى وإن انضمت إلى الأولى قويت. اه.

وسئل صاحب «الذخيرة»: هل الصفا أفضل أم المروة؟ فأجاب بأن الصفا أفضل، لأن السعي منه أربعا، ومن المروة ثلاثا، وما كانت العبادة فيه أكثر فهو أفضل (٢).

[شرائط السعي وسننه ومستحباته]

أما شرائطه فأربعة:

الأول: الترتيب وهو أن يأتي بالسعي بعد الطواف، لفعل النبي ذلك وقوله: «لتأخذوا عني مناسككم» (٣) فلو بدأ بالسعي رجع فطاف وسعى.

الثاني: الموالاة فإن جلس وطال وصار كالتارك ابتدأ السعي وإن كان شيئا خفيفا لم يضر، وإن أصابه حقن؛ أي: حبس بول توضأ وبني؛ والكلام فيه أخف من الكلام في الطواف؛ أي: لا ينبغي له الكلام إلا أنه أخف، وليشتغل بالذكر والدعاء.

الثالث: إكمال العدد، وإليه أشار بقوله: سبع مرات فمن ترك شوطا من حج أو عمرة سواء كانا صحيحين أو فاسدين فليرجع لذلك من بلده، ومن ترك من السعي ذراعا لم يجزه.

الرابع: أن يتقدمه طواف صحيح ولا يشترط فيه أن يكون واجبا بل


(١) الفتح (٣/ ٥٨٢)، وانظر: الدر المنثور للسيوطي (١/ ٢٩٣).
(٢) الذخيرة (٣/ ٢٥١).
(٣) أخرجه مسلم (٢/ ٩٤٣)، وأبو داود (١/ ٤٥٦)، والنسائي (٥/ ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>