للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طفئت شعلته وخر لفيه فقال رسول الله : «بلى» فقال جبريل: فقل: «أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء، وشر ما يعرج فيها، وشر ما ذرأ في الأرض، وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن» (١).

ويستحب لمن دخل منزله أو بستانه أو حانوته أن يقول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) وهو في كتاب الله بعد أن يسلم إن كان ثم أحد، وإلا قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، من قال ذلك كان حرزا لمنزله. وحسبك قوله تعالى: ﴿ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا﴾ [الكهف: ٣٩].

[تنزيه المساجد عن غير ما بنيت له]

(ويكره) كراهة تحريم (العمل في المساجد من خياطة ونحوها ولا يغسل يديه فيه ولا يأكل فيه إلا الشيء الخفيف) مما لا يلوث (كالسويق) وهو القمح أو الشعير المقلي إذا طحن، وسواء كان ملتوتا بسمن أو عسل (ونحوه) مما لا يلوثه وإن كان معتكفا فليجعل سماطا ونحوه يحفظ الطعام.

(ولا يقص فيه شاربه ولا يقلم أظفاره) لأنها أوساخ (وإن قص أو قلم أخذه في ثوبه)؛ أي: بحيث لا ينزل منه شيء على الأرض. (ولا يقتل فيه قملة ولا برغوثا) لأن هذه أشياء تنافي التعظيم والاحترام وقد أمر الله تعالى بتعظيم بيوته فقال ﴿في بيوت أذن الله أن ترفع﴾ [النور: ٣٦] قال الحسن البصري وغيره: «معنى ترفع تعظم، ويرفع شأنها، وتطهر من الأنجاس، والأقذار، ورجحه الزجاج» (٢)، «أمر رسول الله ببناء المساجد في الدور وأن تطيب


(١) الموطأ (١٧٠٥)، وانظر: شرح الزرقاني على الموطأ (٤\ ٤٣٣).
(٢) فتح القدير للشوكاني (٤\ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>