ومن الأحاديث المرفوعة: حديث أبي مالك الأشعري ﵁ أن النبي ﷺ قال: «ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر (١) والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني: الفقير - لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» (٢).
«ولو لم يكن فيه من المفاسد إلا ثقل استماع القرآن على قلوب أهله، واستطالته إذا قرئ بين يدي سماعهم، ومرورهم على آياته صما وعميا لم يحصل لهم من ذوق ولا وجد ولا حلاوة بل ولا يصغي أكثر الحاضرين أو كثير منهم إليه ولا يقومون معانيه ولا يغضون أصواتهم عند تلاوته …
تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة … لكنه إطراق ساء لاهي
وإلى الغناء فكالذباب تراقصوا … والله ما رقصوا لأجل الله
دف ومزمار ونعمة شادن … فمتى رأيت عبادة بملاهي
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا … تقييده بأوامر ونواهي
والرقص خف عليهم بعد الغنا … يا باطلا قد لاق بالأشباء
يا أمة ما خان دين محمد … وجنى عليه ومله إلا هي
وبالجملة فمفاسد هذا السماع في القلوب والنفوس والأديان أكثر من أن يحيط به العد (٣)
• قراءة القرآن بالألحان:
(ولا) يحل للمسلم (قراءة القرآن ولا سماعه باللحون المرجعة)؛
(١) الحر: الزنا (٨)، وورد في رواية أخرى بلفظ (الخز) وقد رجح الإمام عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام» رواية: «الحر» كما نقله الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٢٣١)، والعلم: الجبل. (٢) رواه البخاري (٥٥٩٠). (٣) تحريم آلات الطرب (١٧٣) لمحدث العصر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.