للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• فضل جلوس المصلي بعد صلاة الصبح وذكره الله تعالى في مصلاه حتى تطلع الشمس:

(ويستحب بإثر صلاة الصبح التمادي في الذكر والاستغفار والتسبيح والدعاء) يظهر من كلامه أن الذكر خلاف الاستغفار والتسبيح والدعاء، قال بعضهم: يعني بالذكر قراءة القرآن (١). وقال بعضهم: تفسير الذكر ما بعده، فكأنه يقول: وهو الاستغفار إلخ. (إلى طلوع الشمس أو قرب طلوعها) (٢) والأصل في ذلك ما رواه الترمذي وحسنه أنه قال: قال رسول الله : «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة تامة». وفي رواية: «كأجر حجة وعمرة»، «تامة تامة تامة» (٣)، وعن جابر بن سمرة قال: «كان النبي إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسنا» (٤). وعلى هذا مضى عمل السلف الله كانوا يثابرون على الاشتغال بالذكر بعد صلاة الصبح إلى آخر وقتها (وليس بواجب) نبه به على خلاف أهل الظاهر وإلا فهو مستغن عنه بقوله أولا ويستحب.

ولا يقتصر الذكر على التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن، بل أيضا تعلم العلم وتعليمه، وفيه ما فيه من الفضائل المتعدية والأجور العظيمة ما لا يعلمه إلا الله.

• ركعتا الفجر والقراءة فيهما:

(ويركع ركعتي الفجر قبل صلاة الصبح بعد طلوع الفجر) أخذ منه بيان وقتها فلا تجزئ إذا ركعها قبل طلوع الفجر ولو بالإحرام لأنها صلاة


(١) انظر: الفتح (١١/ ٢٠٩).
(٢) انظر: الترغيب والترهيب للمنذري (١١٣)، ط: الأفكار الدولية مجلد واحد.
(٣) الجامع الصحيح لأبي عيسى الترمذي (٥٨٦)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
(٤) رواه مسلم (٦٧٠)، وأبو داود (٤٨٥٠)، والترمذي (٥٨٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>