أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال: هم في الظلمة دون الجسر» (١). قال الحافظ:«والصراط جسر موضوع على متن جهنم، وأن الجنة وراء ذلك فيمر عليه الناس بحسب أعمالهم، فمنهم الناجي وهو من زادت حسناته على سيئاته أو استويا أو تجاوز الله عنه، ومنهم الساقط وهو من رجحت سيئاته على حسناته إلا من تجاوز الله عنه، فالساقط من الموحدين يعذب ما شاء الله ثم يخرج بالشفاعة وغيرها، والناجي قد يكون عليه تبعات وله حسنات توازيها أو تزيد عليها فيؤخذ من حسناته ما يعدل تبعاته فيخلص منها؛ واختلف في القنطرة المذكورة فقيل هي من تتمة الصراط وهي طرفه الذي يلي الجنة، وقيل إنهما صراطان، وبهذا الثاني جزم القرطبي» اهـ.
• الحوض:
• قال المصنف رحمه الله تعالى:
(والإيمان بحوض رسول الله ﷺ ترده أمته لا يظمأ من شرب منه … ويذاد عنه من بدل وغير).
الشرح
الحوض في اللغة: مجمع الماء، وجمعه حياض وأحواض. وشرعا: هو حوض النبي ﷺ الذي أكرمه الله تعالى به، وهو في عرصات يوم القيامة قبل الميزان، وخوض الناس الصراط.
الإيمان بالحوض: يجب الإيمان بالحوض لأنه من الإيمان باليوم الآخر، الذي هو ركن من أركان الإيمان السنة التي لا يتم إيمان عبد إلا بها إجمالا في المجمل وتفصيلا فيما فصل. قال الإمام النووي نقلا عن عياض رحمهما الله تعالى: أحاديث الحوض صحيحة والإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان، وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة، لا يتأول، ولا
(١) النهاية في الملاحم والفتن لابن كثير (٢٦٥/ ٢). والحديث جزء من حديث ثوبان برقم (١٨٢).