للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله : « … قيل يا رسول الله وما الجسر»؟ قال: «دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم، … » (١).

وذهب أكثر المفسرين إلى تفسير قوله تعالى: ﴿وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا﴾ [مريم: ٧١]، فسرها عبد الله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم (بالمرور على الصراط)، قال ابن أبي العز: (والأظهر أنه المرور على الصراط، وفسرها جماعة منهم ابن عباس بالدخول في النار لكن ينجون منها) (٢).

وقد بوب الإمام البخاري في «صحيحه» باب (الصراط جسر جهنم) ذكر فيه حديث أبي هريرة الطويل وفيه: «ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله : فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسول يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان» (٣) الحديث، وأنكره بعض المعتزلة.

قال ابن كثير: ثم ينتهي الناس بعد مفارقتهم مكان الموقف، إلى الظلمة التي دون الصراط وهي على جسر جهنم كما في عائشة: «أن رسول الله سئل


(١) مسلم (١٨٣). (دحض مزلة) الدحض والمزلة؛ بمعنى واحد، وهو الموضع الذي تزل فيه الأقدام ولا تستقر فيها خطاطيف وكلاليب وحسك أما الخطاطيف فجمع خطاف بضم الخاء في المفرد والكلاليب بمعناه وقد تقدم بيانهما، وأما الحسك فهو شوك صلب من حديد وكأجاويد الخيل والركاب من إضافة الصفة إلى الموصوف، قال في «النهاية»: الأجاويد جمع أجواد وهو جمع جواد وهو الجيد الجري من المطي والركاب؛ أي: الإبل واحدتها راحلة من غير لفظها فهو عطف على الخيل، والخيل جمع الفرس من غير لفظه: «فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم معناه: أنهم ثلاثة أقسام قسم يسلم فلا يناله شيء أصلا، وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص وقسم يكردس ويلقى فيسقط في جهنم؛ قال في النهاية (٤/ ١٥٥): وتكدس الإنسان إذا دفع من ورائه فسقط ويروى بالشين المعجمة من الكدش وهو السوق الشديد والكدش الطرد والجرح أيضا».
(٢) انظر: تفسير البغوي (٥/ ٢٤٦).
(٣) البخاري (٦٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>