للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣]. وقال رسول الله في قول الله: ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾ [يونس: ٢٦] هو النظر إلى وجهه الكريم، كما روى مسلم في «صحيحه» عن صهيب، قال: قرأ رسول الله : ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾، قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة» (١). ورواه غيره بأسانيد متعددة وألفاظ أخر، معناها أن الزيادة: النظر إلى وجه الله. وكذلك فسرها الصحابة. روى ابن جرير ذلك. عن جماعة، منهم: أبو بكر الصديق عنه، وحذيفة، وأبو موسى الأشعري، وابن عباس.

قال شيخ الإسلام أبو الحسن الأشعري في كتابه «الإبانة في أصول الديانة» ما نصه: أفضل لذات الجنة رؤية الله تعالى ثم رؤية نبيه ، فلذلك لم يحرم الله أنبياءه المرسلين وملائكته المقربين وجماعته المؤمنين والصديقين النظر إلى وجهه. انتهى (٢).

• مجيء الرب جل وعلا للفصل بين العباد:

• قال المصنف رحمه الله تعالى:

(وأن الله يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا، لعرض الأمم وحسابها وثوابها).

الشرح

قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿كلا إذا دكت الأرض دكا دكا (٢١) وجاء ربك


(١) أخرجه مسلم (١/ ١١٢) (٣٦٨)، والترمذي (٢٥٥٢ و ٣١٠٥)، وابن ماجه (١٨٧)، والنسائي في «الكبرى» (٧٧١٨).
(٢) الإبانة في أصول الديانة (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>