وأما الشفاعة الثانية: فهي في استفتاح باب الجنة، وأول من يستفتح بابها نبينا محمد ﷺ، وأول من يدخلها من الأمم أمته.
الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
الرابعة: في من دخلها من أهل التوحيد فيشفع لهم ليخرجوا منها.
الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة؛ وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا ﷺ ولكنه هو المقدم فيها ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة.
السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار، وهذه خاصة لنبينا محمد ﷺ في عمه أبي طالب كما في مسلم وغيره.
[الجنة دار كرامة لأولياء الله تعالى، والنار دار غضبه لأعدائه]
• قال المصنف رحمه الله تعالى:
(وأن الله سبحانه قد خلق الجنة فأعدها دار خلود لأوليائه، وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم وهي التي أهبط منها آدم نبيه وخليفته إلى أرضه بما سبق في سابق علمه. وخلق النار فأعدها دار خلود لمن كفر به وألحد في آياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن رؤيته).
• الجنة والنار:
إن مما يجب اعتقاده أن الله جل في علاه قد خلق الجنة وأعدها دارا
(١) البخاري (٤٧١٢). (٢) حديث صحيح، ذكره السيوطي في الجامع الصغير، ونسبه لأحمد (١٣٢٢٢)، وأبي داود (٤٧٣٩)، والترمذي (٢٤٣٥)، وابن حبان، والحاكم - عن أنس. والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم - عن جابر. انظر: شرح المناوي الكبير رقم (٤٨٩٢) (٤/ ١٦٣). مسالك الجلالة في اختصار المناهل الزلالة