داخل إزاره، والقول الثاني الذي أشار إليه المصنف رحمه الله تعالى بقوله: يغسل (وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره)؛ أي: ما يلي فرجه، وفيه من حسن العبارة ما لا يخفى حيث لم يعبر باللفظ الذي يستحيا منه وهو الفرج، وأشار إليه إشارة لطيفة ويجمع ذلك (في قدح ثم يصب على المعين) قال ابن العربي: صوابه العائن وفيه نظر، لأن الصب على المعان؛ أي: المصاب بالعين لا العائن. وصفة صب القدح على المعان: أن يصب عليه من فوقه ويقلب القدح؛ أي: وراء ظهره على الأرض وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين فليدفع شرها بقوله: «اللهم بارك عليه» كما قال النبي ﷺ لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: «ألا بركت»؛ أي قلت: اللهم بارك عليه، ومما يدفع به إصابة العين قول:«ما شاء الله لا قوة إلا بالله» روى هشام بن عروة عن أبيه «أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله»(١).
وقد تقدم الكلام عن العين والرقية منها نسأل الله بمنه وكرمه أن يحفظنا وأهلنا وأحبابنا من سموم العائنين، عائذين به من شر أنفسنا ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.
• حكم النظر في علم النجوم:
(ولا ينظر في) علم (النجوم إلا) في شيئين فإن النظر فيه لهما. قد ورد الشرع به أحدهما:(ما يستدل به على) معرفة سمت (القبلة)؛ أي: جهتها. (و) ثانيهما: ما يستدل به على معرفة (أجزاء الليل) ما مضى وما بقي، وبقي ثالث جائز وهو النظر فيما يهتدي به في السير لقوله تعالى: ﴿وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر﴾ [الأنعام: ٩٧](ويترك ما سوى ذلك) مما يدعيه المنجمون، لحديث ابن عمر ﵄ أن رسول الله ﷺ