للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا … » (١).

ومنها: عن أبي سعيد الخدري قال له رسول الله : «إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك، أو باديتك، فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه: «لا يسمع مدى صوت المؤذن، جن ولا إنس ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة»» (٢).

• حكم الأذان:

(باب) في بيان حكم (الأذان و) حكم (الإقامة) وبيان صفتهما.

والأذان لغة: الإعلام؛ أي: بأي شيء كان.

وفيه لغتان الأذان والأذين، وقيل الأذين المؤذن، قال الشاعر:

فلم نشعر بضوء الصبح حتى … سمعنا في مساجدنا الأذينا

وشرعا: الإعلام بأوقات الصلاة؛ أي: بألفاظ مخصوصة. ولم يرد الأذان بمعناه الاصطلاحي بهذا اللفظ وإنما ورد بلفظ النداء.

ومن أدلة مشروعيته من الكتاب والسنة والإجماع في الحضر والسفر، قول الله تعالى: ﴿وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون﴾ [المائدة: ٥٨] (٣).

قال الكتاني (٤): أحاديث أمر رسول الله بالأذان متواترة، وقال ابن رشد في أوائل المقدمات أنها منقولة بالتواتر وأن العلم بها حاصل ضرورة.


(١) رواه البخاري (٥٩٠) ومسلم (٤٣٧). ومعنى: لا استهموا: أي: لاقترعوا.
(٢) أخرجه مالك (١/ ٦٩) رقم (١٥١)، والبخاري (١/ ٢٢١) رقم (٥٨٤).
(٣) قال ابن عطية رحمه الله تعالى: ذكر السدي أن رجلا من النصارى كان بالمدينة إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول الله قال: حرق الله الكاذب، فما زال كذلك حتى سقط مصباح في بيته ليلة فأحرقه، واحترق النصراني الخبيث عليه لعنة الله.
(٤) نظم المتناثر (٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>