قوله:(وليكتروا مكانه غيره)؛ يعني: من اكترى دابة ونقد كراءها ثم مات لم ينفسخ الكراء، بل تكري ورثته الدابة لمن هو مثله في القدر والحال.
(ومن اكترى ماعونا) الماعون اسم جامع لمنافع البيت من قدر وقصعة وفأس وقدوم ومنخل (أو غيره) كالثوب والدابة (ف) إنه لا ضمان عليه في هلاكه بيده وهو مصدق في تلفه لأنه مؤتمن على ما استأجره (إلا أن يتبين كذبه) فلا يصدق ويضمن. مثل أن يقول: هلكت أول الشهر، ثم ترى عنده بعد ذلك. ومفهوم بيده أنه لو أخرجه عن يده فهلك في يد الغير يضمن إذا أكرى لغير أمين، أو لمن هو أثقل منه أو أضر.
• ضمان الصناع ونحوهم:
• قال المصنف رحمه الله تعالى:
(والصناع ضامنون لما غابوا عليه عملوه بأجر أو بغير أجر. ولا ضمان على صاحب الحمام.
ولا ضمان على صاحب السفينة، ولا كراء له إلا على البلاغ).
الشرح
(والصناع) الذين نصبوا أنفسهم للصنعة التي معاشهم منها كالخياطين والحدادين والنجارين ونحوهم (ضامنون لما غابوا عليه)؛ أي: ضامنون قيمته يوم القبض ولا أجرة لهم فيما عملوه؛ أي: لأنهم يضمنون قيمته غير مصنوع، قال في «الموازية»: ليس لربه أن يقول: أنا أدفع الأجرة وآخذ قيمته معمولا (١).
قال ابن رشد: إلا أن يقر الصانع أنه تلف بعد العمل (٢) روى ابن وهب عن طلحة بن أبي سعيد أن بكير بن الأشج حدثه أن عمر بن
(١) البهجة في شرح التحفة التسولي (٢/ ٣٠٥)، العلمية، لبنان - بيروت، ١٤١٨ هـ/ ١٩٩٨ م، الأولى، تحقيق: محمد عبد القادر شاهين. (٢) الخرشي على مختصر خليل (٧/ ٢٨).