للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه﴾ [فصلت: ٤٧] ﴿ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين﴾ [الأنعام: ٥٩]. فلا يغيب عن علم الله من ذلك شيء جملة وتفصيلا ﴿عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين﴾ [سبأ: ٣].

قال القرطبي: وقيل: المعنى «وما تسقط من ورقة»؛ أي: من ورقة الشجر إلا يعلم متى تسقط، وأين تسقط، وكم تدور في الهواء، ولا حبة إلا يعلم متى تنبت، وكم تنبت، ومن يأكلها، «وظلمات الأرض» بطونها وهذا أصح اه (١)؛ والآية من أعظم الأدلة على أن الذي يعلم الغيب إنما هو الله الخالق البارئ، ومن ادعى علم الغيب من الكهنة والسحرة والمشعوذين فهو كافر.

• فصل في استواء الرب على العرش، وذكر ما يتعلق بأسمائه الحسنى:

قال المصنف رحمه الله تعالى:

(﴿على العرش استوى﴾ [طه: ٥] و ﴿على الملك احتوى﴾، وله الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، تعالى أن تكون صفاته مخلوقة، وأسماؤه محدثة).

الشرح

(﴿على العرش استوى﴾ [طه: ٥]) وقد تقدم الكلام عن هذه الصفة المباركة وهي صفة الاستواء، وسنذكر هنا ما قاله ابن كثير : وأما قوله تعالى: ﴿ثم استوى على العرش﴾ فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك (فبدأ بإمامنا) والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان


(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٧/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>