للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• اجتناب الكبائر سبب في تكفير الصغائر:

• قال المصنف رحمه الله تعالى:

﴿وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر﴾ مصداقا لقول الغفور الرحيم: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما﴾ [النساء: ٣١]، ﴿ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى الذين يجتنبون كبير الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة﴾ [النجم: ٣١، ٣٢] أي: إن تجتنبوا كبائر ما نهيتم عنه في هذه السورة من المناكح الحرام وأكل الأموال بالباطل وغير ذلك مما تقدم، نكفر عنكم ما كان من ارتكابها فيما سلف. انتهى بتصرف (١).

عدد الكبائر: أما في عد الكبائر فقد روى عبد الرزاق عن ابن عباس أنه قيل له: هل الكبائر سبع؟ فقال: هي إلى السبعين أقرب، وروى ابن جبير أنه قال له: هي إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبع، غير أنه لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار. وقد أورد ابن كثير في تفسيره عند الآية كثيرا من أحاديث الكبائر فلتنظر هناك.

وقد خرج ابن جرير من رواية الحسن: أن قوما أتوا عمر، فقالوا: نرى أشياء من كتاب الله لا يعمل بها، فقال لرجل منهم: أقرأت القرآن كله؟ قال: نعم، قال: فهل أحصيته في نفسك؟ قال: اللهم لا، قال: فهل أحصيته في بصرك؟ فهل أحصيته في لفظك؟ هل أحصيته في أثرك؟ ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم، ثم قال: ثكلت عمر أمه، أتكلفونه أن يقيم على الناس كتاب الله؟ قد علم ربنا أنه سيكون لنا سيئات (٢)، قال: وتلا: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما﴾ [النساء: ٣١].

وبإسناده عن أنس بن مالك : أنه قال: لم أر مثل الذي بلغنا عن


(١) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لشهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (٥/ ١٧) دار إحياء التراث العربي - بيروت.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>