للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• الإخلاص والرياء:

الإخلاص: مداره في كتب اللغة على الصفاء والتميز عن الأوشاب التي تخالط الشيء يقال: هذا الشيء خالص لك؛ أي: لا يشاركك فيه غيرك؛ وتطلق العرب (الإخلاص) على الزبد إذا خلص من اللبن والثفل.

وللعلماء في تعريف الإخلاص أوجه نختار منها ما اختاره الغزالي من كلام سهل ابن عبد الله التستري حيث قال: «الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته الله تعالى خاصة» (١). وفرض على كل مؤمن أن يريد بكل قول وعمل من البر وجه الله الكريم مخلصا له في القول والعمل قال تعالى: ﴿فمن كان يرجوا لقاء ربه، فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾ [الكهف: ١١٠]، وعن أبي أمامة أن النبي قال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه» (٢). قال الحطاب رحمه الله تعالى: «فالمخلص في عبادته هو الذي يخلصها من شوائب الشرك والرياء، وذلك لا يتأتى له إلا أن يكون الباعث له على عملها قصد التقرب إلى الله تعالى، وابتغاء ماعنده، فأما إذا كان الباعث عليها غير ذلك من أغراض الدنيا فلا تكون عبادة، بل مصيبة موبقة لصاحبها». اه (٣).

أما قول بعض العلماء (٤) ممن تأثر بالمسلك الخاطئ أن المرتبة الكاملة: أن لا يقصد جنة ولا نارا، فهذا إفك وافتراء، فإن أكمل الخلق كان يسأل الله جنته ويستعيذ بالله من ناره، ولو كان غير ذلك لثبت عنه أنه لا يسأل جنة ولا يخاف نارا، وهل يسألها إلا من يريدها؟ وقد جاء في الحديث كما في سنن أبي داود وغيره ذكر قصة معاذ قال: وقال؛ يعني: النبي للفتى:


(١) انظر: كتاب مقاصد المكلفين الإخلاص للشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر (ص ١٦ - ١٧)، وننصح باقتنائه فهو كتاب نفيس.
(٢) انظر: صحيح الجامع (ج ٢) حديث رقم (١٨٥٢).
(٣) الحطاب على خليل (٢/ ٥٣٢)، وقد نقل كلامه عن القرطبي، وعنهما الأشقر (٣٦).
(٤) الثمر الداني للأزهري (٤٤٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>