للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يقع في ملكه إلا ما يشاء، فقال عبد الجبار: أتراه يخلقه ويعاقبني عليه؟ فقال أبو إسحاق: أتراك تفعله جبرا عليه؟ أأنت الرب وهو العبد؟! فقال عبد الجبار: أرأيت إن دعاني إلى الهدى، وقضى علي بالردى، أتراه أحسن إلي أم أساء؟ فقال أبو إسحاق: إن كان الذي منعك منه ملكا لك فقد أساء، وإن كان له: فإن أعطاك ففضل، وإن منعك فعدل، فبهت عبد الجبار، وقال الحاضرون: والله! ما لهذا جواب! …

وجاء أعرابي إلى عمرو بن عبيد وقال: ادع الله لي أن يرد علي حمارة سرقت مني، فقال: اللهم إن حمارته سرقت ولم ترد سرقتها فارددها عليه، فقال الأعرابي: يا هذا! كف عني دعاءك الخبيث؛ إن كانت سرقت ولم يرد سرقتها، فقد يريد ردها ولا ترد» (١).

• الإيمان بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام:

• قال المصنف رحمه الله تعالى:

(الباعث الرسل إليهم لإقامة الحجة عليهم؛ ثم ختم الرسالة والندارة والنبوة بمحمد نبيه فجعله آخر المرسلين، بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأنزل عليه كتابه الحكيم، وشرح به دينه القويم، وهدى به الصراط المستقيم).

الشرح

الرسالة: السفارة بين الله وعباده بوحيه لتقرير أحكامه ونحوها (٢).

والنذارة: النذارة (بكسر النون) قال صاحب «القاموس»: «النذير: الإنذار كالنذارة، بالكسر». «الإنذار الإبلاغ والإعلام» (٣).


(١) دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للعلامة المفسر شيخ مشايخنا محمد الأمين الشنقيطي (١/ ٢٧١).
(٢) شرح الرسالة لزروق (١/ ٥٩).
(٣) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١/ ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>