ولا بأس أن يكون إمام المسجد، وله أن يتزوج أو يعقد نكاح غيره،
ومن اعتكف أول الشهر أو وسطه خرج من اعتكافه بعد غروب الشمس من آخره، وإن اعتكف بما يتصل فيه اعتكافه بيوم الفطر فليبت ليلة الفطر في المسجد حتى يغدو منه إلى المصلى).
الشرح
(باب في الاعتكاف) الاعتكاف لزوم المرء شيئا، وحبس نفسه عليه برا كان أو إثما، قال الله تعالى: ﴿ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون﴾ [الأنبياء: ٥٢]، وقال تعالى في البر: ﴿ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد﴾ [البقرة: ١٨٧].
الاعتكاف في الشرع: هو اللبث في المسجد من شخص مخصوص بنية مخصوصة.
قال القرافي:«الاحتباس في المساجد على وجه مخصوص»(١).
وهو مشروع بالكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فلما مر من قوله تعالى: ﴿ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد﴾، وأما السنة فمن ذلك ما روى البخاري بزيادة من حديث عائشة ﵂:«كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان»(٢) وفي حديث عائشة: «حتى توفاه الله».
وإنما عقب الصيام بالاعتكاف لأنه شرع عقبه وبدأ بحكمه فقال:
(والاعتكاف من نوافل الخير) المرغب فيها وهو مندوب على قول، وسنة في
(١) الذخيرة للقرافي (٢/ ٥٣٤). (٢) البخاري (٣/ ٦٢) (٢٠٢٥)، ومسلم (٤/ ١٧٤) (٢٧٥٠)، وأبو داود (٢٤٦٥)، وابن ماجه (١٧٧٣).