[وجوب اتباع السلف الصالح في العلم والعمل، وترك الجدال في الدين]
• قال المصنف رحمه الله تعالى:
(واتباع السلف الصالح واقتفاء آثارهم، والاستغفار لهم، وترك المراء والجدال في الدين وترك ما أحدثه المحدثون).
الشرح
«السلف: قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة»(١): (سلف، السين واللام والفاء، أصل يدل على تقدم وسبق.
السلف في القرآن على وجهين: فوجه منهما، السلف: العبرة والعظة، كقوله تعالى: ﴿فجعلناهم سلفا﴾ [الزخرف: ٥٦]؛ يعني: عظة لمن يأتي بعدهم. والوجه الثاني، السلف: ما تقدم من الزمن الأول، كقوله تعالى: ﴿وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف﴾ [النساء: ٢٣]؛ أي: مضى من الزمن الأول).
وفي الاصطلاح الشرعي: تطلق كلمة السلف بإطلاقين أحدهما خاص والآخر عام.
وعند الفقهاء من الشافعية والمالكية وعلماء الكلام، يقولون: السلف ما كان قبل الأربعمائة، والخلف ما كان بعد الأربعمائة (٢).
وفي الإطلاق الشرعي العام، يراد بالسلف: كل من يقلد مذهبه في الدين ويقتفى أثره فيه، كالصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين (٣).
(١) مقاييس اللغة (٣/ ٩٥). (٢) نموذج من الأعمال الخيرية، لمحمد منير الدمشقي (ص ١٠ - ١١)، وانظر: الكليات لأبي البقاء (٣/ ٣٤). (٣) انظر: كشاف اصطلاحات الفنون: (١٥/ ٤)، الكليات: (٣/ ٣٤).