للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين﴾ [يونس: ٦١] دال على إثبات كمال علمه. وهذا بخلاف النفي عند أهل الكلام» (١).

• لا أولية لوجود الله تعالى ولا آخرية له، ووجوب التفكر في خلقه، و امتناع التفكر في ذاته:

• قال المصنف رحمه الله تعالى:

(ليس لأوليته ابتداء، ولا لآخريته انقضاء، لا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون، يعتبر المتفكرون بآياته، ولا يتفكرون في ماهية ذاته، ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم﴾).

الشرح

(ليس لأوليته ابتداء)؛ أي: ليس وجوده مفتتحا بأولية فيكون له أول، ولا منقضيا بآخرية فيكون له آخر في ﴿هو الأول والآخر والظاهر والباطن﴾ [الحديد: ٣] وقد كان من دعاء المصطفى كما في حديث أبي هريرة أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: « … اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء … » (٢)؛ ولا يتنافى مع بقاء الجنة والنار، لأن لهما ابتداء فهو خالقهما وكذلك فإن الله تعالى هو الذي قضى بعدم فنائهما.

(لا يبلغ كنه صفته الواصفون)، كنه الشيء، قال في «المصباح»: كنه الشيء حقيقته، ونهايته، وعرفته (كنه) المعرفة.

حقيقته وماهيته؛ أي: لا تدرك حقيقة صفته، وبالأولى حقيقة نفسه، وإن


(١) قطف الجنى الداني بتصرف يسير (٦٤).
(٢) أحمد (٢/ ٣٨١) (٨٩٤٧)، والبخاري في «الأدب المفرد» (١٢١٢)، ومسلم (٦٩٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>