المشهور أن سجدات القرآن (إحدى عشرة سجدة وهي العزائم)(١)؛ أي: الأوامر بمعنى المأمور بالسجود عند قراءاتها فليس المراد بالأمر حقيقته بل المراد به اسم المفعول، وهذا أحد قولي مالك رحمه الله تعالى: وهو المشهور عنه (٢)، قال في «الموطأ»: الأمر عندنا، أن عزائم سجود القرآن إحدى عشرة سجدة، ليس في المفصل منها شيء (٣).
وإنما سميت بالعزائم للحث على فعلها خشية تركها الذي هو مكروه و (ليس في المفصل) وهو ما كثر فيه الفصل بالبسملة، وأوله الحجرات على ما اختاره بعضهم وقيل:(ق)(منها)؛ أي: العزائم (شيء) فلا سجود في التي في النجم، والانشقاق، والعلق.
وذكر عبد الرزاق (٤) عن ابن جريج، قال: أخبرني عكرمة بن خالد، أن سعيد بن جبير أخبره أنه سمع ابن عباس وابن عمر يعدان: كم في القرآن من سجدة، فقالا: الأعراف، والرعد، والنحل، وبني إسرائيل، ومريم، والحج - أولها، والفرقان، وطس، وألم تنزيل، وص، وحم - السجدة إحدى عشرة سجدة قالا: وليس في المفصل سجود، هذه رواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس ....
وقال مالك: الأمر المجتمع عليه عندهم أن عزائم سجود القرآن إحدى عشرة سجدة؛ ويعني قوله المجتمع عليه؛ أي: لم يجتمع على غيرها كما اجتمع عليها عندهم هكذا تأول في قوله هذا ابن الجهم وغيره (٥).
أولها: في (المص عند قوله) تعالى: (﴿ويسبحونه وله يسجدون﴾)، وإنما
(١) كلمة: عزيمة، معناها واجبة؛ لأن العزيمة في الاصطلاح تقابلها الرخصة. (٢) وقال ابن وهب وابن حبيب عدتها: خمس عشرة، منها آخر الحج، والنجم، والانشقاق المذهب (١/ ٣٤٦)، وشرح زروق على الرسالة (١/ ٣٥٤). (٣) تنوير الحوالك (١/ ١٦٣). (٤) الاستذكار (٢/ ٥٠٨) ما جاء في سجود القرآن، والتمهيد (١٩/ ١١٨). (٥) التمهيد (١٩/ ١١٨).