للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأثير لهذا النوع في حكم الإطلاق وقد اتفق أهل المذاهب الأربعة على ذلكوحكى النووي وغيره الإجماع (١).

• أنواع المياه المطهرة:

(وماء السماء، وماء العيون، وماء الآبار، وماء البحر طيب طاهر مطهر للنجاسات … ) هذه المياه التي ذكرها كلها طاهرة في نفسها طيبة لكل ما تستعمل فيه، سواء كان من العادات كالشرب ونحوه، أو من العبادات كالوضوء والغسل وإزالة النجاسة ما دامت باقية على أصل خلقتها لم تتغير بشيء ينفك عنها غالبا فماء السماء كالمطر والندي والثلج والبرد والجليد سواء ذاب بنفسه أو ذوب، لقوله تعالى: ﴿وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به﴾ [الأنفال: ١١]، قال ابن عطية: الظهور بناء مبالغة في طاهر، وهذه المبالغة اقتضته في ماء السماء، وفي كل ما هو منه وبسبيله أن يكون طاهرا مطهرا اه (٢)، ولحديث أبي هريرة أن النبي كان يقول: «اللهم طهرني بالماء والثلج والبرد» (٣).

(وماء العيون، والآبار) لحديث أبي سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول الله: إنه يستقى لك من بئر بضاعة - وهي بئر تلقى فيها لحوم الكلاب، وخرق المحائض وعذر الناس؟ فقال رسول الله : «إن الماء طهور لا ينجسه شيء» (٤)، إلا آبار ثمود فقد منع النبي استعمال مائها، لأنها آبار


(١) الإجماع لابن المنذر (٣٢).
(٢) المحرر الوجيز (٦/ ٤٤٤)، ط: الأوقاف القطرية.
(٣) رواه البخاري (٧٤٤) ولفظه: «اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد»، ومسلم (١٣٥٣) واللفظ له.
(٤) رواه أبو داود (٦٦)، والترمذي (٦٦)، والنسائي (١/ ١٧٤/ ١) وحسنه الترمذي، وهو حديث صحيح لشواهده وطرقه، جامع الأصول لابن الأثير (٧/ ٦٤)، تحقيق: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله تعالى. وقال الحافظ في التلخيص (١/ ٢٤): حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>