للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله مرة واحدة) غير مكررة (والإقامة)؛ أي: صفتها أنها (وتر)؛ يعني: ما عدا التكبير الأول والثاني (وهي: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله مرة واحدة) لحديث: أمر بلال: «أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة» البخاري (١)، وقوله إلا الإقامة؛ أي: إلا قد قامت الصلاة فإنها مثنى.

قال العلماء: والحكمة في تكرير الأذان وإفراد ألفاظ الإقامة هي: أن الأذان لإعلام الغائبين، فاحتيج إلى التكرير، ولذا يشرع فيه رفع الصوت، وأن يكون على محل مرتفع، بخلاف الإقامة، فإنها لإعلام الحاضرين، فلا حاجة إلى تكرير ألفاظها؛ ولذا شرع فيها خفض الصوت والحدر، وإنما كررت جملة «قد قامت الصلاة» لأنها مقصود الإقامة، وما ذكره المصنف من إفراد الإقامة هو المذهب.

• تحذير وتبصير:

إن الأذان دعوة للتوحيد، وشعار أهل الإسلام والإيمان، ولذا كان لزاما على المؤذنين أن يعتنوا بأحكامه، وأن يجتنبوا اللحن المشين برونقه وصفائه، وكثيرا ما تسمع بعض المؤذنين يلحنون لحنا فاحشا قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله تعالى، ولهذا كان الأولى بالمسؤولين عن المساجد أن لا يرتبوا على هذه المهنة العظيمة إلا من كان أهلا لها من أهل الفقه والعربية السليمة، ولا سيما إن النبي قال: «الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن» (٢)، وهذه الأغاليط ليست جديدة نبه الإمامان القرافي والزركشي رحمهما الله تعالى: (ليحترز من أغلاط يستعملها المؤذنون:

أحدها: مد الهمزة من أشهد فيخرج من الخبر إلى الاستفهام. ثانيها: مد الباء من أكبر فينقلب المعنى إلى جمع كبر وهو الطبل.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) أبو داود (٥١٧)، والترمذي (٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>