للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسافر يفتى له بصحة طوافه لما في ذلك من الاختلاف في وجوبها عند الفقهاء، - ويستحب بعد استلام الحجر الأسود أن يمر بزمزم فيشرب منها. لفعله كما في حديث جابر في وصفه حجة النبي قال: « … ثم عاد إلى الركن فاستلم ثم خرج إلى الصفا … » (١).

[الركن الثاني: السعي بين الصفا والمروة]

(ثم يخرج إلى الصفا) صرح الأقفهسي وابن عمر باستحباب الخروج من باب الصفا لكونه أقرب إلى الصفا، وكان يسمى باب بني مخزوم. ونقل زروق عن ابن حبيب أن النبي خرج منه (فيقف عليه ل) أجل (الدعاء (٢)) فعن جابر «ثم خرج - أي: النبي من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: ﴿إن الصفا والمروة من شعابر الله﴾ [البقرة: ١٥٨] «أبدأ بما بدأ الله به» فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فوحد الله وكبره، وقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده»، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك، قال: مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدنا مشى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، … الحديث» (٣).

(ثم) إذا فرغ من الدعاء نزل منه فـ (ـيسعى)؛ أي: يمشي (إلى


(١) رواه مسلم (٢٩٤١)، والنسائي (٥/ ٢٣٥) وهو بعض لفظ روايته.
(٢) وهذا أول المواقف التي وقف فيها النبي للدعاء كما ذكر ابن القيم، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: تضمنت حجة النبي ست وقفات للدعاء الموقف الأول: على الصفا. الموقف الثاني: على المروة. الموقف الثالث: في عرفة. الموقف الرابع: المشعر الحرام بمزدلفة الموقف الخامس: عند الجمرة الأولى في أيام التشريق الثلاث. الموقف السادس: عند الجمرة الثانية في أيام التشريق الثلاث.
وقال شيخنا محمد محفوظ ولد المختار فال الشنقيطي: وفاته دعاؤه عند الملتزم.
(٣) مالك في الموطأ (٢/ ٤١٨)، ومسلم (٢٩٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>