للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة بين يدي الكتاب]

الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه ونشكره، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونصلي ونسلم على سيدنا وقدوتنا وحبيبنا محمد صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم أن نلقاه، فنسعد بلقياه، وعلى آله الأطهار، وأزواجه أمهات المؤمنين، وصحبه البررة الأخيار، وبعد:

فإن من نعم الله على العبد المسلم أن هداه الله للإسلام، وجعله متعبدا له سبحانه بما أنزله على خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فقام بتبليغ رسالته على الوجه الذي رام، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا مخذول اتخذ الهوى معبودا دون الملك العلام، ورضي الله عن الصحابة الأعلام ومن تبعهم إلى يوم القيام لرب الأنام، وجزى الله عنا أئمة الهدى، وينابيع الفضل والتقى، خير جزاء فقد سهلوا الشريعة باستنباط الأحكام، وتسهيلها لعامة الأقوام، وكان منهم العالم الهمام، والمبجل الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة والقائم بأمر السنة خير قيام، وخلف تلاميذة بصروا الناس بما يحتاجونه من فقه في العبادات وغيرها من سائر الأحكام، وتبعتهم على مدى العصور والأيام، ثلة من الفقهاء الأعلام، منهم شيخ مشايخنا بالسند الثابت كالأعلام، أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه ذو الرحمة والإكرام، حيث ترك لنا رسالة مشهورة في سائر الأقطار والأزمان على الدوام، ضمنها عقيدة السلف الصالح، واجتنب فيها فذلكة أهل الكلام، وثنى بالعبادات والمعاملات وأجمل الخاتمة بباب فيه جملة من الآداب والفرائض والأحكام، فختمها أحسن ختام.

وقد تناولها الفقهاء بالشرح، والزيادة عليها من غير تنقيص ولا جرح،

<<  <  ج: ص:  >  >>