للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكثرت شروحها، وطابت أصولها وفروعها، وطارت بها الركبان إلى مطلع الشمس وغروبها، ومن الله علينا من فضله فوضعنا عليها شرحا مع الدليل، وكان فيه من لطف الله الجليل، الذي حبانا فيه من التيسير والتسهيل، مما لا نستطيع شكره، ولا نجحد ذكره، حيث جاء قرة عين للطلاب وكل شيخ جليل، وكنا قد سميناه ب «المناهل الزلالة في شرح وأدلة الرسالة»، فاحتوشه الطلاب، بفضل الملك الوهاب، ورغب إلينا بعض الأخيار من بلاد المغرب الأقصى وغيرها من الأقطار أن يكون له اختصار، ليكون مقررا على الطلاب في المدارس والمحاضر والكتاب، فما كان منا إلا الاستجابة لطلب من يعز علينا لا سيما كفضيلة الشيخ العالم والأديب الشاعر أبي عامر عادل بن المحجوب رفوش المراكشي المغربي (١) وغيره من خيرة الطلاب والدعاة الذين اجتمعنا بهم في جلسات علمية ملؤها الأخوة والوداد، ومدادها المحبة والتواد، فأسأل الله جل في علاه أن يجعل عملنا خالصا، لوجهه الكريم ليس قالصا، وأن ينفع به، وبأصله، وبما نكتب كما نفع برسالة الولي الصالح، والشيخ المربي الناصح ابن أبي زيد القيرواني ذي المكارم الواضح، والفيوض النوافح وسميته على بركة الله:

مسالك الجلالة في شرح وأدلة الرسالة (٢)

وهو مختصر من المناهل الزلالة مع تحرير بعض المسائل وزيادات فوائد وفرائد لا سيما في كتاب البيوع


(١) هو: فضيلة الشيخ عادل بن محجوب رفوش العروسي الشريف المغربي من مواليد مراكش الحمراء تتلمذ على أيدي جهابذة من أهل العلم بالمغرب وشنقيط والحجاز، وسمع كتب الحديث على أصحاب الأسانيد العالية من المعاصرين واشتغل بالدعوة والتعليم وطلب العلم، كانت لنا معه صحبة في بلاد شنقيط استمتعنا فيها بصحبته ودماثة أخلاقه وعلمه، فكان مثالا للأخ الوفي، والخل الصفي، أسس مركزا بعد رجوعه من رحلته العلمية بمدينة مراكش الحمراء سماه: «مؤسسة ابن تاشفين» نسأل الله أن ينفع به وبعلمه وجهوده المباركة آمين.
(٢) وقد سبقت لهذا الاسم حيث كان من سهم شيخ المالكية في عصره الإمام الأبهري رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>