للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• الزندقة:

الشرح

هو لفظ أعجمي معرب، أخذ من كلام الفرس بعد ظهور الإسلام، وعرب (١).

وقال الخليفة العباسي «المهدي»: «وما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع» (٢).

[إطلاقات الزندقة ومعانيها في الإسلام]

استخدم هذا المصطلح في معان متعددة .. فمنهم من يطلقه على من لا يؤمن بالله واليوم الآخر كما ذكر ذلك ابن القيم في «إغاثة اللهفان» (٣)، وقيل: الزنديق: كلمة معربة عن الفارسية استعملها المسلمون أولا في الدلالة على القائلين بالأصلين النور والظلمة على مذهب المانوية وغيرهم ثم اتسع معناها عندهم فشمل الدهريين والملحدين وسائر أصحاب المعتقدات الضالة بل أطلق على المتشككين وكل متحرر عن أحكام الدين فكرا وعملا (٤).

ونجد أن الفقهاء يطلقون الزنديق على المنافق، يقول الحافظ ابن حجر: «ثم أطلق الاسم (الزنديق) على كل من أسر الكفر وأظهر الإسلام»، حتى قال مالك: «الزندقة ما كان عليه المنافقون، وكذا أطلق جماعة من فقهاء الشافعية


(١) بغية المرتاد (السبعينية)، (ص ٣٣٨)، وانظر: رسالة في تحقيق لفظ الزنديق لابن كمال باشا (ت ٩٤٠ هـ)، ص ٤٧، والتي نشرت، بتحقيق: د. حسين محفوظ في أحد أعداد مجلة كلية الآداب بجامعة بغداد. انظر: مقالا كاملا حول الزندقة بمجلة البيان، العدد (٦٣) (ص ٢٣) ذو القعدة ١٤١٣ هـ - مايو ١٩٩٣ م، وانظر: العدد (١٩٦ - ٢٠٠٤ م).
(٢) وفيات الأعيان لابن خلكان (٢/ ١٥١)، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر، بيروت.
(٣) إغاثة اللهفان لابن القيم (٢/ ٢٤٦).
(٤) انظر: الموسوعة الميسرة (١/ ٩٢٩)، وتاريخ الإلحاد لعبد الرحمن بدوي (ص ١٤ - ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>