٤ - (والاستنثار) في اللغة: من النثر وهو أن يستنشق الماء بأنفه، ثم يستخرج ما فيه من أذى ومخاط فيتناثر، وقيل من النثرة وهي الخيشوم وما والاه، لأن المستنثر عادة يمسك بها ليستعين بذلك على إخراج ما في الأنف.
وكيفيته أن يجعل أصبعيه السبابة والإبهام من يده اليسرى على أنفه،
ويرد الماء من خيشومه بريح الأنف وتقدمت أدلة ذلك والحمد لله.
٥ - (ومسح الأذنين)؛ أي: من سنن الوضوء مسح الأذنين ظاهرهما بإبهاميه وباطنهما الظاهر بأصبعيه السبابتين، ويجعلهما في صماخي أذنيه ما كان من جهة الرأس، والباطن ما كان من جهة الوجه لحديث ابن عباس-﵄ وفيه:«ثم غرف غرفة فمسح برأسه وأذنيه داخلهما بالسبابتين، وخالف بإبها ميه إلى ظاهر أذنيه، فمسح ظاهرهما وباطنهما»(١).
[فرائض الوضوء]
(وباقيه فريضة)؛ أي: باقي الوضوء فريضة وهي:
١ - النية: قال تعالى: ﴿إذا قمتم إلى الصلاة﴾ استنبط مالك إرادة الوضوء من الآية إيجاب المقتضي وجوب النية في الوضوء، لأن التقدير إذا أردتم القيام إلى الصلاة فتوضؤا لأجلها (٢).
ولحديث عمر ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات - وفي رواية بالنية - وإنما لكل امرئ ما نوى … »(٣).
وينوي بوضوئه استباحة ما منعه الحدث من مس مصحف، وطواف،
(١) النسائي (١/ ٧٣ - ٧٤)، وابن ماجه (٤٣٩)، والترمذي (٣٦) في الطهارة، وابن خزيمة (١٤٨)، وابن حبان (١٠٧٨) وإسناده حسن وله شواهد. (٢) فتح الباري (١/ ٢٨٠) لابن حجر، وانظر: نشر البنود لسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم (١/ ٣٦). (٣) أخرجه مالك كما في رواية محمد بن الحسن للموطأ (ص ٣٣٨) رقم (٩٨٣)، طبعة دار ابن خلدون، والبخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧).