قال تعالى: ﴿ويوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه، فأولبك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا﴾ [الإسراء: ٧١]، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي: من فرحته وسروره بما فيه من العمل الصالح، يقرؤه ويحب قراءته، قد روى الحافظ أبو بكر البزار حديثا بسنده عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ في قول الله: ﴿ويوم ندعوا كل أناس بإممهم﴾ قال: «يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤة تتلألأ فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد، فيقولون: اللهم ائتنا بهذا، وبارك لنا في هذا. فيأتيهم فيقول لهم: أبشروا، فإن لكل رجل منكم مثل هذا. وأما الكافر فيسود وجهه، ويمد له في جسمه، ويراه أصحابه فيقولون: نعوذ بالله من هذا - أو: من شر هذا - اللهم لا تأتنا به. فيأتيهم فيقولون: اللهم اخزه فيقول: أبعدكم الله، فإن لكل رجل منكم مثل هذا». ثم قال البزار: لا يروى إلا من هذا الوجه (١).
قال المصنف رحمه الله تعالى:
(وأن الصراط حق يجوزه العباد بقدر أعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم وقوم أوبقتهم فيها أعمالهم).
الشرح
[الإيمان بالصراط]
• ما هو الصراط؟ في اللغة الطريق، والمراد هنا جسر على متن جهنم. أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات الصراط، وهو جسر ـ بفتح الجيم وكسرها - ممدود على جهنم ليعبر المسلمون عليه إلى الجنة، وهو أحد من السيف وأدق من الشعر، وهو ممر خطير، وطريق عسير كما وصفه البشير النذير ﷺ فقال: كما في «صحيح مسلم» عن أبي سعيد الخدري ﵁ عن
(١) ورواه الترمذي في السنن برقم (٣١٣٦) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن موسى به، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».