للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي أهبط منها آدم وهو قول من ثلاثة أقوال رجح المصنف ما ذكره قال تعالى: ﴿يتائادم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين﴾ [الأعراف: ١٩].

وقد سبق في علم الله تعالى خروج آدم من الجنة وهبوطه الأرض ليعمرها قال تعالى: ﴿وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون﴾ [البقرة: ٣٠]، ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها﴾ [هود: ٦١]. روى مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «تحاج آدم وموسى، فحج آدم موسى، قال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة، فقال له آدم: أنت موسى الذي أعطاه الله علم كل شيء واصطفاه على الناس برسالته، قال: نعم، قال: أفتلومني على أمر قد قدر علي قبل أن أخلق» مالك في «الموطأ» والبخاري ومسلم (١). وفي لفظ: «قال: احتج آدم وموسى؛ فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحج آدم موسى، فحج آدم موسى ثلاثا».

• أعظم نعيم في الجنة:

إن من أعظم النعيم في الجنات، وأطيب الهبات والتفضل من رب البريات على أهل الجنة، أن يكشف الرب الجليل لهم عن وجهه الكريم فما أعطوا نعمة ولا فضلا ولا كرما أفضل مما يرون يومئذ، اللهم لا تحرمنا النظر إلى وجهك الكريم يا كريم، قال تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة﴾ [القيامة: ٢٢/


(١) أخرجه مالك: «الموطأ» (٥٦٠)، والبخاري (١٥٧\ ٨) (٦٦١٤)، ومسلم (٤٩\ ٨) (٦٨٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>