ويأت الرب والملائكة ﴿لعرض الأمم وحسابها وثوابها﴾ متعلق بيجيء؛ يعني: أن جميع الأمم تعرض للنظر في أحوالها والحساب على أعمالها، وهو أن يعدد على من أحضر للحساب كل ما فعل من حسنة ومن سيئة فيحاسب المؤمن بالفضل والمنافق والكافر بالحجة والعدل.
• العرض والحساب:
﴿وتوضع الموازين لوزن أعمال العباد ﴿فمن ثقلت موازينه فأولتبك هم المفلحون﴾ [المؤمنون: ١٠٢] ويؤتون صحائفهم بأعمالهم فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ومن أوتي كتابه وراء ظهره فأولئك يصلون سعيرا﴾.
الشرح
العرض والحساب ثابتان في الكتاب والسنة وأجمع أهل الإسلام على ذلك، قال السفاريني ذاكرا إجماع أهل العلم:(وهو حق ثابت ورد به الكتاب والسنة وانعقد عليه الإجماع وهو يوم القيامة)(١)، وهذا أيضا ما قرره الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أئمة أهل الحديث (٢) حيث قال: (والحساب حق).
قال تعالى: ﴿فيومئذ وقعت الواقعة ﴿١٥﴾ وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ﴿١٦﴾ والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ﴿١٧﴾ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية (١٨)﴾ [الحاقة: ١٥ - ١٨].
(١) لوامع الأنوار (١/ ٣٩٤). (٢) اعتقاد أئمة أهل الحديث (ص ٦٨).