للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك إن كتبه بوصف الرسالة أو النبوة (رسول الله، نبي الله)، ولا يقتصر على ما يفعله بعض الكتاب المتمجهدين في هذا العصر، من سوء الأدب فيرمزون بـ «حرف الصاد» أو (صلعم) وغير ذلك، وقد نوه أئمة الحديث والأثر على هذا الفعل الشنيع، والأدب الوضيع، قال السيوطي في «ألفيته» (١):

واكتب ثناء الله والتسليما … مع الصلاة والرضى تعظيما

ولا تكن ترمزها أو تفرد … ولو خلا الأصل خلاف أحمد

وكذلك الترضي على أصحاب النبي فلا ينبغي أن يكتب (ض) بل يكتب ، فاقتضى التنويه على هذا الأمر، وكنت نوهت عليه في «شرح البيقونية» (٢).

• وحكم الصلاة والسلام على النبي -:

قال تعالى: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ [الأحزاب: ٥٦]، قال القاضي أبو عبد الله بن محمد بن سعيد: ذهب مالك وأصحابه وغيرهم من أهل العلم أن الصلاة على النبي فرض بالجملة بعقد الأيمان، لا تتعين في الصلاة، وأن من صلى عليه مرة واحدة من عمره سقط الفرض عنه.

واما الأحاديث في الصلاة والسلام على النبي فكثيرة متواترة فلنقتصر على واحدة، قال البخاري - عند تفسير هذه الآية: عن كعب بن عجرة قال: قيل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ فقال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم، بارك على محمد وعلى آل محمد كما


(١) انظر: ألفية السيوطي في الأثر، تعليق: الشيخ أحمد شاكر (١٥١)، وشرح العراقي على مقدمة ابن الصلاح (١٧٤/ ١٧٥)، وتدريب الراوي للسيوطي (ص ١٥٣) وغيرها. وقد سماهم ابن جماعة رحمه الله تعالى بالمحررين المتخلفين، تذكرة السامع (ص ١٧٢).
(٢) التحفة السخونية في شرح البيقونية للمؤلف (ص ١٧/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>