تنجلي (١)، وقال عبد العزيز بن أبي سلمة: تصلى ككسوف الشمس (٢).
وقوله:(والقراءة فيها جهرا) تكرار ورفع بقوله: (كسائر ركوع النوافل) ما يتوهم في قوله: وليصل الناس … إلخ، لأنه يحتمل أن تكون على هيئة النوافل من غير نية تخصها، ويحتمل أن تكون على صفة خسوف الشمس، ولا بد فيها من نية تخصها.
واعلم أن أصل الندب يحصل بركعتين فقط. وكذا يندب أن يصلي ركعتين ركعتين حتى ينجلي، ووقتها الليل كله. ويفوت فعلها بطلوع الفجر.
• هل في الكسوف خطبة أم موعظة؟:
(وليس في إثر) بكسر الهمزة وسكون المثلثة وبفتحهما؛ أي: بعد الفراغ من (صلاة خسوف الشمس) ولا قبلها (خطبة مرتبة)؛ أي: بحيث يجلس في أولها وفي وسطها، لأن جماعة من الصحابة ﵃ نقلوا صفة صلاة الكسوف، ولم يذكر أحد منهم أنه خطب فيها، وأما ما روي عن عائشة ﵂: أنه صلى صلاة الكسوف ثم انصرف فخطب الناس فحمد الله ﷿ وأثنى عليه، فمعناه أنه أتى بكلام منظوم مشتمل على حمد الله تعالى والصلاة على رسوله وموعظة على طريق ما يؤتى به في الخطبة، وظاهر قوله:(ولا بأس أن يعظ الناس بما يأتي من المصائب الدنيوية التي تحدث بسبب المعاصي (ويذكرهم) بما مضى يخالف ما قبله لأنه لا معنى للخطبة إلا هذا، وأجيب بعدم المخالفة لأن المنفي هو الخطبة المرتبة بالهيئة المخصوصة التي يجلس في أولها وفي وسطها، والوعظ والتذكير من غير ترتيب ليس خطبة بالمعنى الذي نفاه، واستعمل لا بأس هنا فيما فعله أولى من تركه وقد نص في المختصر على استحباب الوعظ، وقد أوردت ما جاء في خطبة النبي ﷺ في أصل هذا المختصر والله الموفق (٣).