وعلاج من وجد شيئا من ذلك أن يعرض عنه ويقطع التفكير فيه .. ويستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وليقل:«لا إله إلا الله، آمنت بالله».
[دواء الوسوسة]
إن وجد المسلم شيئا من وساوس الشيطان الذي لا ينفك ينفث في صدور الناس الموحدين، ويشككهم في خالقهم، فمن وجد من ذلك شيئا فدواؤه أن يقول:
آمنت بالله، وبرسله،
وليتفل عن يساره، ثم ليتعوذ بالله العظيم، وليقل (الله أحد الله الصمد). وليتوقف عن التفكر فيما لا يمكن إدراكه، وقد بسطنا الأدلة في المناهل (١).
قال المصنف:
قال تعالى: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض … ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم﴾ [البقرة: ٢٥٥].
الشرح
أورد المصنف الآية عقب كلامه عن التفكر في الخلق ومنعه في حق الخالق، وهي جزء من أعظم آية في القرآن الكريم لما تضمنته من أسماء الله الحسنى، ولئلا يتفكر الناس في ذاته وصفاته، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وقوله: ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء﴾؛ أي: لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله ل وأطلعه عليه، ويحتمل أن يكون المراد لا يطلعون على شيء من علم ذاته وصفاته، إلا بما أطلعهم الله عليه، كقوله:(ولا يحيطون به علما)(٢). ولعل القول الأخير هو موضع الاستدلال.
وقوله تعالى: ﴿ولا يئوده حفظهما﴾؛ أي: لا يثقله ولا يكرثه (٣) حفظ
(١) المناهل الزلالة (١/ ١٥٦). (٢) تفسير ابن كثير (١/ ٣٥٢) والآية الأخيرة من سورة طه (١١٠). (٣) قال في اللسان: كرث: كرثه الأمر يكرثه ويكرته كرثا، وأكرثه: ساءه واشتد عليه، وبلغ منه المشقة.