للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فائدة: كان من هدي النبي دبر كل صلاة يستعيذ بالله من أمور منها: عذاب القبر ففي «الصحيح» من حديث أبي هريرة كان رسول الله يدعو: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال» وورد في رواية لمسلم (١) الأمر به بلفظ: «إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال».

• الملائكة الحفظة وملك الموت:

قال المصنف رحمه الله تعالى:

(وأن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم، ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم، وأن ملك الموت يقبض الأرواح بإذن ربه).

الشرح

أي: أن على العباد إنسهم وجنهم، مؤمنهم وكافرهم، ذكرهم وأنثاهم، أحرارا كانوا أو أرقاء، حفظة يحفظون الأعمال ويكتبونها ولا يدعون حتى المباح والأنين في المرض، وحتى عمل القلب؛ أي: جميع الخواطر التي تخطر به ويجعل الله لهم علامة على عمل القلب يميزون بها بين الحسنة والسيئة ومصدر علم ذلك قوله تعالى: ﴿وإن عليكم لحافظين (١٠) كراما كاتبين (١١) يعلمون ما تفعلون (١٢)[الانفطار: ١٠ - ١٢]، قال ابن كثير رحمه الله تعالى؛ يعني: وإن عليكم لملائكة حفظة كراما فلا تقابلوهم بالقبائح، فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم اهـ (٢).

وأجري على الملائكة الموكلين بإحصاء أعمالهم أربعة أوصاف هي: الحفظ، والكرم، والكتابة، والعلم بما يعلمه الناس (٣).


(١) مسلم (١٢٨).
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ٥٨٣).
(٣) التحرير والتنوير (٣٠/ ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>