للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما تمتاز به الرسالة عن غيرها]

تمتاز الرسالة بسلاستها وحسن عبارتها، وجودة سبكها، وترتيب أبوابها إلا ما رأى المصنف تكراره ليبني عليه (١)، أو يفسر به ما انبهم في مكان آخر، وأغلب مسائلها مشهورة في المذهب معتمدة فيه، وما لم يكن كذلك فقليل، والحقيقة أنه لو قيس ما خالف فيه من مسائل المذهب وقواعده مقارنا بما أورد فيها من مسائل بلغت أربعة آلاف مسألة (٢) لعد كالعدم، حتى قيل عندنا «من قرأ الرسالة ما فات امساله» (٣)، ومع ذلك لا يسلم أحد من ألسنة الناس، والعبرة بطلب الحق ومجافاة الباطل، وابن أبي زيد بحر لا يكدره نجل الفخار (٤)، ولا غيره من الأخيار، وإن كان مع ابن الفخار في بعضها الحق، فإن الماء إذا بلغ القلتين لا ينجسه الخبث (٥)، فكيف إذا كانت القلتان عسلا مصفى، والكمال عزيز:

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها … كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه


(١) لعل الله ييسر ترتيبها.
(٢) كما قال زروق ومن تبعه، وكما قال لي شيخنا محمد الحسن من أنها ثمانية عشر ألف مسألة.
(٣) أي: من قرأ الرسالة لم تفته مسألة من مسائل الفقه.
(٤) نقد ابن الفخار القرطبي الرسالة في مسائل وصلت إلى تسع عشرة مسألة، وقد نشرتها مجلة الأحمدية الصادرة عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث دبي، في عددها السابع عشر، ١٤٢٥ هـ. بتحقيق: بدر بن عبد الإله العمراني المغربي.
(٥) إشارة إلى حديث: الشافعي في مسنده (١/ ١٦٥)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٢٦٣)، وانظر كلام ابن حزم في المحلى (١/ ١٥٤) في الرد على الاستدلال به.

<<  <  ج: ص:  >  >>