للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملخص أن الشيخ هو أحد أعمدة المذهب العلمية فقد وصفه البحاثة الهادي روجيه إدريس الذي لا يمكن أن نصف كلامه في حيز المتعصبين من أهل المذهب بل هو باحث غربي محايد يقول: كان أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي شخصية فذة، إذ قد يبدو من المؤكد أنه هو الذي ضمن الانتصار النهائي للمذهب المالكي بإفريقية، فقد جمع من جهة عناصر عمل الإمام سحنون ومدرسته، وكون منها بعد دراسة تمحيصية المبادئ العامة للمالكية القيروانية، ولخص المادة من جهة أخرى في كتاب صغير أشبه بالمختصر ليضمن لها انتشارا كبيرا في جميع الأوساط، وقد كان هو المنظر والمبشط للمذهب المالكي بعد تنظيمه وإعمال الفكر فيه، وأيضا قاضيا، مفتيا، نبيها، ومسموع الكلمة، وإن فتاويه التي لا تحصى، لتشهد على حصافة فكر قادر على النبوغ في كل الأمور المجردة، والمحسوسة؛ إن الأسباب التي تفسر شهرة ابن أبي زيد، وعمق عمله واستمراره هي أساسا ترد إلى قيمة شيوخه، وتنوعهم، وغزارة إنتاجه، ومواهبه الكبيرة في الكتابة طول المدة التي قضاها في النشاط العلمي، والتي وصلت الستين سنة خصوصية تفكيره (١)؛ له شيوخ وتلاميذ ومصنفات كثر قد ذكرتهم في أصل هذا المختصر (٢).


(١) نقلا عن كتاب «أبو محمد حياته وآثاره» للدرقاش (٣٢٤).
(٢) المناهل الزلالة في شرح وأدلة الرسالة للمؤلف (١/ ٢٤/ ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>