بعض المسائل من جنس واحد، وهذا الباب الذي بدأ به هو:
(ما تنطق به الألسنة)؛ أي: في بيان الأمور التي يجب أن تجري على ألسنة الموحدين الله رب العالمين، وأتباع سيد الأولين والآخرين الذي جاءنا بالعقيدة الصافية والشريعة الشافية الكافية، ولم يتركنا في لجج الهوى نتخبط ولا في غياهب ظلمات الشك والشرك نتردد، وأن من لم ينطق به وهو قادر على ذلك فليس بمسلم لأن النبي ﷺ اشترط في دخول الإسلام: النطق بالشهادتين فعن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله»(١). (و) هو الذي يجب أن (تعتقده الأفئدة)؛ أي: تنطوي عليه القلوب من أمور الاعتقاد.
[معنى لفظ العقيدة]
قال ابن فارس (٢): (عقد - العين والقاف والدال - أصل واحد يدل على شد وشدة وثوق؛ وإليه ترجع فروع الباب كلها).
جاء في المعجم الوسيط (العقيدة): الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده.
ومن هذا المعنى اللغوي أخذ تعريف العقيدة في الاصطلاح الشرعي:(هي الأمور التي يجب أن يصدق بها قلبك، وتطمئن إليها نفسك، وتكون يقينا عندك لا يمازجه ريب ولا يخالطه شك).
قوله:(من واجب أمور الديانات) فالواجب ما أمر الشارع بفعله أمرا جازما، يثاب فاعله ويستحق العقاب تاركه، إن وجدت الشروط وانتفت الموانع، وذلك كالوضوء والصلاة، وما إلى ذلك من الفرائض المقطوع بفرضيتها ومن أعظمها أمور الاعتقاد، التي داننا الله بها ولذلك قال من أمور
(١) البخاري (٢٥) واللفظ له، ومسلم (١٣٣). (٢) في معجم مقاييس اللغة (١٠).