من بيان الثابتة أقدامهم وعلا كعبهم في العلم قرءانا وسنة، تفسيرا وشرحا، فهما وتأصيلا، والراسخون من الصحابة كأصحاب العلم والفتيا الذين شهد لهم النبي ﷺ في حياته، أو اتفقت الصحابة من بعده على رسوخهم كالعبادلة (١)، (وبيان المتفقهين)، وتوضيح ما أشكل أيضا من أمور الديانة مما بينه الفقهاء المشهود لهم في المذهب من أصحاب مالك، قال الشراح (٢): كابن القاسم وأشهب وغيرهما فإنهم قيدوا ما أطلق وخصصوا ما عمم من الآثار.
وقدم تفسير الراسخين على بيان المتفقهين لفضل المفسر على الناقل المبين.
o حرص السلف على تعليم الصغار وتهذيبهم:
(لما رغبت فيه من تعليم ذلك للولدان، كما تعلمهم حروف القرآن) لما ذكر مقاصد المطلب وهي خمسة: بيان الواجب نطقا وعقدا وعملا، وبيان المندوب كذلك على حسب متعلقه من الجوارح وتعقله، وذكر جمل من أصول الفقه وكون ذلك مقيدا بمذهب مالك مع ما يحل مشكله ويفتح مقفله من كلام عالم راسخ أو متفقه ناصح ذكر السبب الموجب لذلك، والباعث عليه هو رغبته في تعليم ذلك للصبيان كما يعلمهم القرآن (٣)، وقد كان ذلك دأب السلف في تعليمهم أبناءهم فطفحت كتب الحديث والسير تروي لنا قصصهم ومآثرهم في حفظ القرآن والسنة وهم صغار كابن عباس وابن عمر وجابر وغيرهم من الصحابة وأبنائهم، والتابعين ومن جاء بعدهم، (ل) يكون أول شيء يسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه لقول النبي ﷺ: «أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه»
(١) وهم: عبد الله بن عمر، وابن الزبير، وابن عباس، وابن عمرو بن العاص. (٢) الفواكه الدواني (١/ ١٦٥)، وتنوير المقالة (١/ ١١٤ - ١١٥). (٣) بتصرف من شرح زروق (١/ ٢٤).