تأثير للسفر فيهما، ولحديث عائشة ﵂ قالت: «افترض الله الصلاة على نبيكم بمكة ركعتين ركعتين إلا صلاة المغرب (١)، فلما هاجر إلى المدينة فأقام بها واتخذها دار هجرة زاد إلى كل ركعتين ركعتين إلا صلاة الغداة لطول القراءة فيها، وإلا صلاة الجمعة للخطبة، وإلا صلاة المغرب فإنها وتر النهار فافترضها الله تعالى على عباده إلا هذه الصلاة فإذا سافر صلى الصلاة التي كان افترضها الله عليهم» (٢).
• وللقصر شروط:
أحدها: أن تكون المسافة مقصودة دفعة واحدة.
ثانيها: أن يكون السفر مباحا، فلا يقصر في السفر المحرم على المشهور ما لم يتب، وفي المكروه كالسفر للهو قولان (٣).
ثالثها: أن لا يقتدي بمقيم (٤)؛ قال ابن القاسم في الكتاب: يتم وراءه إن أدرك معه ركعة، فإن أدرك أقل من ركعة قال مالك: لا يتم.
رابعها: أن لا يعدل عن مسافة قصيرة إلى طويلة بلا عذر، كالهائم ومن طلب آبقا إلا أن يعلم أن بينه وبينه مسافة القصر (٥).
خامسها: لا يقصر حتى يبرز عن بيوت القرية؛ أي: بمعنى الشروع في السفر دون النية عليه، وإليه أشار الشيخ بقوله:
(ولا يقصر حتى يجاوز بيوت المصر) سواء كان الموضع موضع جمعة أم لا، على المشهور. وكذا مجاوزة العمودي (البدوي) حلته بكسر الحاء؛
(١) أخرجه أحمد (٦/ ٢٤١)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٤٥). (٢) معجم ابن الأعرابي (المتوفى: ٣٤٠ هـ) (٢/ ٧٣٤)، تحقيق وتخريج: عبد المحسن بن إبراهيم بن أحمد الحسيني، الناشر: دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، ١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م. (٣) المذهب (١/ ٢٨٧). (٤) الذخيرة للقرافي (٢/ ٢٤٩)، والمذهب (١/ ٢٩٠). (٥) المذهب (١/ ٢٨٨).