للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموت المذكور في القرآن هو رئيسهم، ولا تقبض روح إلا بإذن باريها وخالقها، فإسناد القبض لملك الموت لمباشرته ما أمر به، وأما الذي يتوفى الأنفس حقيقة فهو الله وإسناد التوفي إلى الرسل من الملائكة لأنهم أعوان ملك الموت في قبض الأرواح، قال تعالى: ﴿قل يتوفنكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾ [السجدة: ١١]، وقد سخر الله ملك الموت ليتولى قبض الأرواح واستخراجها، ثم يأخذها منه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، ويتولونها بعده، كما تقدم في حديث خروج الروح، وكل ذلك بإذن الله وقضائه وقدره، وحكمه وأمره، فصحت إضافة التوفي إلى كل بحسبه، ولا يقبضون روح أحد إلا بإذنه .

من هم أفضل قرون هذه الأمة بعد نبيها

• قال المصنف رحمه الله تعالى: (وأن خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله وآمنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).

الشرح

القرن: قال الحافظ في الفتح: قول النبي : «خير الناس قرني» قرني؛ أي: أصحابي، واختلف السلف في تعيين مدة القرن فقيل مائة سنة، وهو الأشهر وحكى الحربي الاختلاف فيه من عشرة إلى مائة وعشرين، ثم قال عندي أن القرن كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد» (١).

والمراد بقرن النبي في هذا الحديث الصحابة، وقد سبق في صفة النبي قوله: «وبعثت في خير قرون بني آدم وفي رواية بريدة عند أحمد خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم (٢)، وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل


(١) مقدمة الفتح (١/ ١٧٢).
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٣٥٠) (٢٣٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>