للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشبهين منفي عن الله لا يشبهه شيء من خلقه ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾ [الشورى: ١١]. قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى في «الإبانة» (١): وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى قول الله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾، أنه استولى وملك وقهر، وأن الله تعالى في كل مكان، وجحدوا أن يكون الله مستو على عرشه، كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة وذكر البراهين والأدلة على ما ذهبوا إليه فانظره في الإبانة تستفد، وقد بينا ذلك في أصل هذا المختصر فارجع إليه.

(وعلى الملك احتوى)، قال في «القاموس»: احتواه واحتوى عليه: جمعه، وأحرزه؛ من حويت الشيء إذا جمعته (٢). فالمراد باحتوى في كلام المصنف: الإحاطة والله أعلم.

قال الله ﷿: ﴿تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير﴾ [الملك: ١] وقال سبحانه: ﴿ولم يكن له شريك في الملك﴾ [الإسراء: ١١١]، وقال تعالى: ﴿قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير﴾ [سبأ: ٢٢].

• أسماء الله وصفاته:

قوله: (له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، تعالى أن تكون صفاته مخلوقة، وأسماؤه محدثة).

الشرح

(له الأسماء الحسنى) قال تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ [الأعراف: ١٨٠]، وقال سبحانه: ﴿الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى﴾


(١) الإبانة في أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري (١٠٨) دار الأنصار - القاهرة، الطبعة الأولى، (١٣٩٧ هـ)، تحقيق: د. فوقية حسين محمود.
(٢) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (١٠٩١) باب الحاء مع الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>