يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص» (١)، ويستحب التسبيح والتحميد والتهليل والصلاة على سيدنا محمد ﷺ، والدعاء للنفس وللوالدين، ويستحب الفطر ليقوى على العبادة وهذه سنن كلها قد وردت في ثنايا الأحاديث.
[وقفتان مع عرفات]
الوقفة الأولى:
لو أخطأ الناس الوقوف بعرفات فما العمل؟
قال الحطاب: إذا أخطأ جماعة أهل الموسم، فوقفوا في اليوم العاشر، فإن وقوفهم يجزئهم وأما إذا أخطئوا ووقفوا في الثامن، فإن وقوفهم لا يجزئهم، وهذا هو المعروف من المذهب، وقيل: يجزيهم في الصورتين، وقيل: لا يجزئ في الصورتين حكى الأقوال الثلاثة ابن الحاجب وغيره (٢)، وعلى التفرقة أكثر أهل العلم، وهو قول مالك والليث والأوزاعي وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن؛ والفرق بين الصورتين: أن الذين وقفوا يوم النحر فعلوا ما تعبدهم الله به على لسان رسول الله ﷺ من إكمال العدة دون اجتهاد بخلاف الذين وقفوا في الثامن، فإن ذلك باجتهادهم وقبولهم شهادة من لا يوثق به. اه (٣).
الوقفة الثانية:
هل وقفة الجمعة أفضل أم لا؟ قال خليل (٤): «لم أر فيه نصا وينبغي أن تكون أفضل لأنه ورد حديث بذلك، والحديث وإن لم يصح لكن يستأنس به في فضائل الأعمال، ولأنها وقفته الله ولأنه قد ثبت أن الجمعة أفضل الأيام».
(١) تقدم تخريجه. (٢) جامع الأمهات (١٩٦). (٣) مواهب الجليل للحطاب (٤/ ١٣٤). (٤) منسك خليل (٨٨).