كله، فعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه»(١).
• حق المسلم على أخيه المسلم:
(ومن حق المؤمن على المؤمن)؛ أي: مما يجب على المسلم تجاه أخيه: (أن يسلم عليه؛ أي: يبدأه بالسلام إذا لقيه) فيقول له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويصافحه، ويرد المسلم عليه قائلا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لقوله تعالى: ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا﴾ [النساء: ٨٦]، قال ﷺ:«تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»(٢)، وقوله ﷺ:«ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا»(٣)، (و) يجب عليه أن (يعوده إذا مرض) ومن آداب ذلك أن يقل عنه السؤال؛ أي: عن حاله، وأن يظهر له الشفقة، وأن لا يقنطه، وأن ينفس له في الأجل، ويرغبه في رحمة الله تعالى، وألا يطيل عنده المقام، إلا إذا دعاه لذلك مما فيه مؤانسة له، وأن يدعو له بالدعاء المأثور فعن عائشة ﵂ قالت:«إن النبي ﷺ كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللهم رب الناس أذهب الباس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفؤك، شفاء لا يغادر سقما»» (٤)، (و) من حقه عليه (أن يشمته إذا عطس)؛ أي: يقول له: يرحمك الله إذا سمعه يحمد الله وهذا شرط التشميت، فإن لم يحمد ذكره (٥) كأن يقول له: من عطس ماذا يقول؟ فإذا حمد شمته، فيرد العاطس بقوله: يهديكم الله ويصلح بالكم لقول النبي ﷺ: « … وإذا عطس
(١) البخاري (٦١٣٨). (٢) البخاري (١/ ١٠) (١٢)، ومسلم (١/ ٤٧) (٦٩). (٣) أخرجه أبو داود (٥٢١٢)، والترمذي (٢٧٢٧)، وابن ماجه (٣٧٠٣). (٤) رواه البخاري (٥٣٥١) (٥٤١٨)، ومسلم (٥٨٣٦)، وأبو داود (٣٨٩٠). (٥) وقد ورد التذكير من فعل بعض السلف كابن المبارك يرحمه تعالى.