للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرفقين مرتين مرتين، ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه فأقبل بيديه … وأدبر، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال هكذا كان وضوء رسول الله » وقد تقدم.

وله صورتان إحداهما أن لا ينتقل إلى الاستنشاق إلا بعد الفراغ من المضمضة. والأخرى أن يتمضمض، ثم يستنشق، ثم يتمضمض، ثم يستنشق، ثم يتمضمض، ثم يستنشق. والأولى أفضل لسلامتها من التنكيس في العبادة (والنهاية أحسن)؛ أي: من فعل ذلك ثلاث مرات فهو الأحسن لأنه الذي واظب عليه النبي وأصحابه، وهو نهاية الكمال في الوضوء.

• غسل الوجه وصفته:

(ثم يأخذ الماء) ثم بعد الفراغ من الاستنشاق والاستنثار يأخذ الماء إن كان الإناء منفتحا (إن شاء بيديه جميعا) وهو الأولى عند مالك لما في حديث عبد الله بن زيد في صفة وضوء رسول الله وفيه «ثم أدخل يديه فاغترف بهما، فغسل وجهه ثلاثا» (١).

(وإن شاء) أخذه (بيده اليمنى، فيجعله في يديه جميعا، ثم ينقله إلى وجهه) كما عند ابن القاسم لما في البخارى وغيره عن ابن عباس في صفة وضوء النبي وفيه «ثم أخذ غرفة فجعل بها هكذا، أضافها إلى يده الأخرى فغسل بهما وجهه … الحديث» (٢).

وظاهره أن نقل الماء شرط، وهو كذلك عند ابن حبيب وابن الماجشون وسحنون، والمشهور أنه لا يشترط النقل وإنما المطلوب إيقاع الماء على سطح الوجه كيفما أمكن ولو بميزاب (٣).

(فيفرغه عليه)؛ أي: يفرغ الماء على وجهه من غير أن يلطم وجهه


(١) رواه البخاري (١٨٤)، ومسلم (٢٣٥).
(٢) البخاري (١٣٠).
(٣) تنوير المقالة (١/ ٤٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>