بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد» (١)، وهناك آثار أخر يمكن تنويع الاستفتاح بها.
ومن ترك القبض والاستفتاح فلا شيء عليه إن شاء الله تعالى ما لم يكن راغبا عن سنة النبي ﷺ نعوذ بالله من ذلك. لطيفة: قال شيخنا بداه البوصيري رحمه الله تعالى: إن مثل المالكية في إتيانهم بدعاء الاستفتاح قبل تكبيرة الإحرام لا بعدها، كمثل الأعمى الذي يريد أن يبصق فيحفر حفرة ثم يتفل خارجها ويدفن الحفرة.
• مسألة قراءة الفاتحة والبسملة في الصلاة:
(فإن كنت في) صلاة (الصبح قرأت جهرا بأم القرآن)(٢) أما قراءة أم القرآن ففرض في الصبح وغيرها من الصلوات المفروضات على الإمام والفذ، لحديث عبادة بن الصامت ﵁ أن النبي ﷺ قال:«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»(٣)، وفي رواية من حديث عبادة ﵁:«أن النبي ﷺ ثقلت عليه القراءة في الفجر فلما فرغ قال لعلكم تقرؤون خلف إمامكم قلنا نعم قال فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها»(٤)، وهو دليل راجح على وجوبها على المأموم في الصلاة الجهرية.
وما أجمل ما رواه عبد الرزاق عن سعيد بن جبير قال: «لا بد من أم
(١) رواه البخاري (٧٤٤)، ومسلم (١٣٣)، وأبو داود (٧٨١). (٢) أم القرآن: أحد أسماء الفاتحة، وسميت به لأنها تشتمل على المقاصد الأساسية للكتاب العزيز. ولها أسماء كثيرة أوصلها القرطبي في تفسيره إلى اثني عشر اسما (١/ ١١١)، وذكر الألوسي في روح المعاني أن بعض العلماء أوصلها إلى نيف وعشرين اسما وعددها هناك (١/ ٣٧). (٣) رواه البخاري (٧٥٦)، ومسلم (٨٧٢). (٤) رواه البخاري في جزء القراءة، والترمذي (٣١١)، وحسنه، وأبو داود (٨٢٣).